أنا شاب مسلم لكني لا أعرف من الاسلام شيئا ولم أتربى على حب هذا الدين ولا أصلي الا نادرا وفي المناسبات...
لا أعرف شيئا عن الأمة العربية والاسلامية ولا أعرف حتى أين هي فلسطين أصلا فأنا لا اعرفها ؟ وما علاقتها باسرائيل ؟ ومن يعتدي على الآخر الفلسطينيون ام اليهود ...
لم يعلمونا في المدرسة هذه الأمور ولا في التلفزيون المغربي ولا أي أحد شرح لي المشكلة عن فلسطين ..
لماذا يلجأ لاسرائيلي الى الطيارات والدبابات ليقتل الأطفال والنساء؟ بل ولماذا يتمسك هؤلاء الفلسطينيون بهذه الأرض التي تجلب لهم الأحزان ؟ فأرض الله واسعة واخوانهم العرب أغنياء لماذا لا يستقبلونهم ويسكنونهم معهم
اذا كنت انا الشاب العربي المسلم قد بلغت المستوى 3 اعدادي ولا أعرف كل هذه الأشياء ومعظم من هم في سني يشبهونني فكيف تنتصر فلسطين ؟
فنحن الأطفال منهمكون اما في الالعاب الالكترونية والتفاهات عبر الانترنت والرسائل الفارغة مع البنات وعند اقتراب الامتحان نهتم بالدروس
والأساتذة لا يقدمون لنا شيئا يقوي فينا حب الدين والدفاع عن شرف الأمة وكل همهم انقضاء ساعة العمل واجرة آخر الشهر والساعات الاضافية .. والوالدين كذلك همهم جمع المال ووقتهم كله مخصص لتحسين مستوى عيشنا كما يقولون ولا وقت للتربية ... التلفزيون مليئ بالمغريات من الأفلام والرسوم المتحركة وليس هناك من يوجهنا في المشاهدة ... الاصدقاء لا خير يرجى منهم
ولكن ..ولكن........
جائت الحرب على غزة .وكأنها نزلت فوق رؤوسنا ...أيقظتنا من نومنا العميق ومن غفلتنا الكبيرة
أصبحنا نردد كلمات لا الاه الا الله والله أكبر وكأننا في حرب حقيقية وكأننا أبطال مسلمون رغم أن كثير منا لا يصلي أصبخنا نرسم علم فلسطين في ايدينا وعلى الجدران وفي الطاولات بدلا من قلوب الحب وكلام الغرام
استبدلنا حب البنات بحب فلسطين ... وغيرنا اشعار الحب الى أشعار الحرب والحزن على غزة رسمنا بالتفصيل خريطة فلسطين وتعرفنا على موقع غزة وعرفنا أنها منفصلة عن الضفة الغربية وعرفنا أن بها رجل صالح اسمه اسماعيل هنية ويقابله رجل خائن اسمه محمودعباس بدأنا نفهم لغة السياسة عدنا الى مراجع التاريخ لنكتشف أن اسرائيل عمرها قصير جدا فقط 52 سنة وأن فلسطين عمرها 14 قرن وعرفنا أن وراء قيام اسرائيل دولة بريطانيا ثم ساعدتها أمريكا وهاما سر نجاحها وبقائها على قيد الحياة .....علمتنا غزة الكثير من الدروس التي عجز الاساتذة والآباء والجميع أن يعلموه لنا طوال عمرنا تعلمناه اليوم في حرب غزة... تعلمت من المقاومة حب الدين والموت من أجل هذا الدين والوطن شهادة والشهادة هي وسام الشرف الغالي الذي يختص به عباده المخلصين وتعلمت أنني يمكن أن أكون مجاهدا وأنا في بلدي وذلك بالصلاة والصيام والدعاء لهم وتقديم المساعدة المادية الممكنة لهم
وعلمت من علماء في الدين أن عودتي الى الله بالصلاة والالتزام بمكارم الأخلاق هو أكبر انتصار للأمة في هذه المعركة والحمد لله كثير من الشباب عادوا لدينهم بفضل هذه لحرب ...
وقبل أن أختم أقول لغزة ولأبطال غزة شكرا لكم على صمودكم الذي كان سبب هدايتنا وسببا لتفهمنا لما يحدث في العالم من حولنا ...فضلكم علينا كثير نرجو أن نرد لكم هذا الفضل يوما ما....والسلام عليكم ورمة الله وبركاته